- -

الديبوماسية المغرية : الحزم و الحذر


قبل أشهر ، تحديدا في شهر مارس الماضي من السنة الجارية ظهرت للوجود أزمة سيايسة بين المغرب و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بإيعاز من الأخيرة نتيجة تضايقها من مساندة المغرب للشقيقة البحرين نتيجة المشاحنات بين الأخيرة و ايران ...و هو ما دفع الجمهورية الإسلامية إلى استدعاء القائم بالأعمال المغربية لديها ...فتلا ذلك قطع للعلاقات بين الطرفين حفاظا على الكرامة المغربية ....اليوم يلتقي وزير الدولة اليازغي مع أحمدي نجاد في تركيا لبحث رأب الصدع القائم بين الطرفين بوساطة قطرية ، غير أن الديبلوماسية المغربية رفضت مقترح الوساطة كون أن إيران تمارس دور الوصي على دول الخليج و بالتالي أراد أن يكون في موقع قوة و ليس موقع الموصى عليه ...و حسنا فعل ما سييجعل المغرب يدخل غمار الحوار من موقع قوة و تساو في المواقع ، و بناء ا عليه تكون إيران قد خلصت إلى أنها اشترت العداء مجانا من دولة لها موقعها في الديبلوماسية العالمية؛ و هو ما أجبر إيران على التنازل و محاولة إيجاد صيغة لرأب الصدع الذي أحدثه تعنتها .

و في سياق متصل لعبت المملكة المغربية دورا جيدا للمحافظة على ماء الوجه و تدعيم أطروحتها حول الصحراء المغربية ، و قد تمثل ذلك عبر أحداث مطار العيون و التي كانت بطلتها الإنفصالية أميناتو حيدر شفا خطوة أن توقع المملكة في فخ يصعب تجنبه ، إلا أن المغرب يظهر علو كعبه في المحافظة على شرف ووحدتنا الترابية ، فالمدعوة أميناتو كانت مصحوبة بصحفيين ، سيعملون على توثيق أحد السيناريوهين التاليين :
أن تسجل في بيانات الولوج بالمطار محل السكنى "الصحراء الغربية" و تمر مرور الكرام و تسجل على المغرب أنه اعترف بما يسمى" الجمهورية الصحراوية" من خلال قبول هكذا معلومات.
و السيناريو الثاني هو أن تفطن السلطات المغربية إلى هذه الثغرة و تقوم باعتقالها ، و في هذه الحالة ستكون قادرة على حشد تأييد جامح لصالحها ، خاصة منه تأييد المنظمات الحقوقية عبر العالم خاصة و ما يعرف عن أميناتو نشاطها دوليا .

إلا أن السلطات المغربية كانت اذكى من أن تسقط في مثل هذا الموقف ، و كان الرد مقتضبا و بسيطا يحمل في طياته شحنة و دلالة أكبر بكثير ، فما كان من السلطات المغربية إلا ان جردتها من جواز سفرها بما أنها لا تعترف بمغربيتها ولا وحدتنا الوطنية، و رحلتها السلطات المغربية على أول طائرة من حيث اتت .

هي مواقف كان المغرب اكثر حزما و حذرا ، عملا بمبدأ "كل شيء إلا الوحدة الوطنية أو المقدسات الوطنية عموما "......